بقلم نادى عاطف
عبر التاريخ، كانت مصر درعًا وسيفًا للأمة العربية، حاضنةً لقضاياها، ومدافعةً عن حقوق شعوبها. واليوم، تقف مصر موقفًا صلبًا وواضحًا في وجه كل المحاولات التي تسعى للمساس بسيادتها أو العبث بأمنها القومي. تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، كما صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه تحت أي ظرف، لأنه ليس مجرد قضية سياسية عابرة، بل يتعلق بجوهر الهوية الوطنية، والأرض، والعرض.
الأرض.. قدسية لا تُساوم
الأرض المصرية ليست للبيع أو المساومة، فهي إرث الأجداد وأمانة الأجيال. لقد دافعت مصر عن أرضها ضد كل معتدٍ، من حطين إلى أكتوبر، وأثبتت أن شبرًا واحدًا من ترابها يعادل الدم والروح. ومن هذا المنطلق، ترفض مصر بشكل قاطع أي حديث عن تحويل أراضيها إلى وطن بديل للفلسطينيين، لأن هذه الفكرة ليست إلا محاولة لطمس الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وسرقة هويته الوطنية.
قبول مثل هذا الأمر يعني تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، وهو ما يتعارض مع قيم مصر ومبادئها التي لطالما ناضلت من أجلها. حدود مصر ليست خطوطًا على الخرائط، بل هي رموز لعزة المصريين وكرامتهم، وأي مساس بها هو إعلان حرب على الأمة بأسرها.
الارض عرض.. شرف لا يُمس
لطالما اعتبرت مصر قضايا الأمة العربية جزءًا من قضاياها الداخلية، لكن هذا الدعم لم ولن يكون على حساب كرامتها الوطنية أو سيادتها. الفلسطينيون إخوة في الدم والنضال، ومصر تقف دائمًا إلى جانبهم في كفاحهم المشروع لاستعادة حقوقهم وأرضهم، لكن الحل لن يكون أبدًا بانتزاعهم من أرضهم وتهجيرهم إلى أي مكان آخر.
إن المساس بعرض الأمة هو كسر لإرادتها، وتهجير الفلسطينيين من وطنهم يعني قطع جذورهم وسلب كرامتهم الوطنية، وهو أمر لن تقبل به مصر، التي ترى أن كرامة العرب من كرامتها، وقضية الفلسطينيين قضية وجود وليست نزاعًا عابرًا.
الوطن.. درع حصين
الوطن ليس مجرد أرض، بل هو روح تسكن في أعماق أبنائه. مصر، بتاريخها العريق وحضارتها الضاربة في جذور الزمن، لن تسمح لأي قوة كانت أن تمس سيادتها أو تدفعها إلى القبول بحلول تفرض عليها من الخارج.
الرئيس عبد الفتاح السيسي عبّر عن إرادة المصريين جميعًا عندما قال إن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء مرفوض تمامًا. سيناء ليست مجرد أرض، بل هي كتاب التاريخ الذي كتبت فيه دماء الشهداء أروع فصول التضحية.
رسالة مصر للعالم
مصر ليست متفرجًا في مسرح الأحداث، بل هي لاعب رئيسي يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الحقوق العربية. ومن هذا المنطلق، تدعو مصر إلى:
حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يرتكز على قرارات الشرعية الدولية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم.
رفض أي مخططات تسعى لتصفية القضية، سواء عبر التهجير أو الحلول المؤقتة التي تتجاهل جوهر الصراع.
تعزيز وحدة الصف العربي، لأن التفكك هو أكبر سلاح بيد الأعداء.
مصر تُعلّم العالم معنى الكرامة
مصر، التي هزمت أعتى الجيوش على أرضها، والتي كسرت كل محاولات النيل من وحدتها وسيادتها، ستظل شامخة وقوية، تدافع عن أرضها وعرضها بكل ما أوتيت من قوة. رسالة مصر واضحة: نحن مع الفلسطينيين في نضالهم، لكن أرضنا خط أحمر، وكرامتنا الوطنية لا تقبل المساومة.
ستظل مصر، كما كانت دائمًا، الحصن المنيع الذي تتحطم عليه أطماع المعتدين، والجسر الذي يعبر عليه العرب نحو الحرية والكرامة.