رسالة للمسئولين من مواطن مصرى تعرض للظلم والقهر بقلم .الفقير نادى عاطف

رسالة للمسئولين من مواطن مصرى تعرض للظلم والقهر  بقلم .الفقير نادى عاطف

كل مسؤول أو قائد تولى منصبًا في مصر خلال الفترة من عام 2000 وكل من كان له دور في صناعة القرار أو تنفيذ السياسات التي أثرت على حياتي وحياة أسرتي و اطفالي الصغار :

هذه رسالة إنسان تعرض لأشكال متعددة من الظلم والقهر على مدار سنوات طويلة. أناشدكم جميعًا أن تتأملوا في تلك الفترة، في قراراتكم وتصرفاتكم، وفي الآثار التي تركتموها على حياة من وُكلت إليكم أمانتهم. أنا مواطن بسيط، دفعتني الظروف إلى مواجهة ظلمٍ لم يكن له مبرر، وظلمتني قرارات تعسفية جعلتني أنا وأطفالي نعاني من الظام و القهروالجوع والحرمان والمرض.

 

لقد تعرضت لفصل تعسفي من عملي الحكومي في عام 2003، وكان ذلك بداية سلسلة من المعاناة. عانيت من طرد طرد أطفالي من مدرستهم بسبب قرارات ظالمة، وتعرضت للاعتقال ظلمًا وزُجّ بي في السجن بتهم ملفقة. كل ذلك كان جزءًا من منظومة قمعية استهدفت كرامتي وحياتي ومستقبلي.

 

إلى كل مسؤول تورط في هذه الممارسات، من رجال التربية والتعليم الذين طردوا أطفالي وأغلقوا أبواب المدارس في وجوههم، إلى الأجهزة الأمنية التي حبستني ظلمًا وأعدّت تحريات زائفة لتشويه سمعتي، إلى القضاة الذين حكموا عليّ بغير وجه حق، أقول لكم: لن أنسى.

 

لقد كان الظلم الذي عشته ينهش حياتي وأسرتي، ويضعنا في مواجهة حرمان مرير من أبسط حقوقنا. لم يكن ذلك مجرد ظلم وظيفي أو اجتماعي، بل كان جريمة إنسانية أتركها شهادةً على نظام افتقد العدالة والرحمة.

 

إلى كل من باع ضميره وخان الأمانة، إلى من صمت أمام الظلم أو ساند الظالم، أقول لكم: لن أنسى الجوع الذي عانى منه أطفالي، ولا الأبواب التي أُغلقت في وجوهنا، ولا الآلام النفسية والجسدية التي تسببتم بها لي ولأسرتي. الزمن قد يُنسي البعض، لكن ذاكرتي تحمل كل تفاصيل هذا الظلم.

 

إلى من كانوا من أهلي وأصدقائي وخذلوني أو تعاونوا مع النظام الظالم لتدميري، إلى من ساهموا في إيذائي أو تواطأوا بالصمت، أقول لكم إن الخيانة جرح لا يلتئم، وستظل ذكراكم مرتبطة بجروح الماضي.

 

رسالتي ليست فقط للتعبير عن الألم، ولكنها دعوة للتأمل والمراجعة. أدعو كل من ظلم وساهم في معاناتي أن يراجعوا أنفسهم، لأن العدل قد يتأخر لكنه لن يغيب. ما زرعتموه يومًا سيُحصَد، والحياة لن تعفي أحدًا من الحساب.

 

ختامًا، أوجه كلماتي إلى كل إنسان حرٍّ في هذا الوطن: لا تتركوا الظلم ينتشر، ولا تكونوا شركاء في الصمت. طالبوا بالحق، وكونوا صوت من لا صوت لهم. هذا الوطن لن ينهض إلا بالعدل والرحمة والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *