الدين والتدين: متى يصبح الإيمان مرضًا؟ بقلم: نادي عاطف

الدين والتدين: متى يصبح الإيمان مرضًا؟  بقلم: نادي عاطف

الدين في جوهره دعوة إلى السلام، والمحبة، والعلاقة الروحية بين الإنسان وخالقه. لكنه حين يتحول من إيمان صافٍ إلى تدين مفرط ومغلوط، يصبح أداة قد تدمر عقول البشر وتفكك شخصياتهم.

إن التدين المبالغ فيه لا يعبر عن التقوى بقدر ما يعكس صراعات داخلية. عندما يتحول الدين من وسيلة لإصلاح النفوس إلى أداة للتفريق بين البشر، ومن نورٍ يُهتدى به إلى ظلامٍ يعمي العقول، يصبح الدين مسببًا للمرض النفسي والاجتماعي.

المذاهب الدينية المتطرفة على وجه الخصوص تُنتج عقولًا مريضة تعاني من ازدواجية في الشخصية، إذ يتمزق الفرد بين ما يمليه عليه ضميره الإنساني وما تفرضه عليه تلك الأفكار المتشددة. هذه الانقسامات النفسية قد تؤدي إلى حالة من العته، حيث يُصبح الإنسان عاجزًا عن التفكير السليم، مما يقود في نهاية المطاف إلى الفناء، سواء كان ذلك على المستوى الفردي أو المجتمعي.

لذا، يكمن الحل في العودة إلى جوهر الدين البسيط الذي يدعو إلى المحبة، والتسامح، والعقلانية. علينا أن نميز بين الإيمان الصادق الذي يبني، والتدين المتشدد الذي يهدم. فالاعتدال في كل شيء، حتى في الإيمان، هو مفتاح النجاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *